بناء القبور

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلَّ على محمد وآله وصحبه الأخيار

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }

{أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ }

تُعتبر مسألة بناء القبوروتشييد مراقد الأنبياء وأولياء الله الصالحين من المسائل الحساسة عند الوهابيين وقدكان ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من أول من أفتى بحرمة بنائها ووجوب هدمها وقد قالابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد( يجب هدم المشاهد التي بُنيت علىالقبور ولايجوز ابقاؤها بعد القدرة على هدمها وإبطالها يوماً واحداً ) وقد رأيناالتطبيق العملي لهذه الفتوى في هدم مراقد الأئمة من أهل البيت والصالحين حين سيطرالوهابيون على الحجاز ومؤخراً في التفجير الآثم لمرقد العسكريين في سامراء وممايستند عليه الوهابيين الرواية التالية :
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبيشيبة وزهير بن حرب قال يحيى : اخبرنا (حدثنا ) وكيع عن سفيان عن حبيب ابن أبي ثابتعن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب : الأ ابعثك على مابعثني عليه رسول الله أن لاتدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً مشرفاً إلا سويته
(المصدر /صحيح البخاري ج3 كتاب الجنائز )
ونبدأ بسم الله بمناقشة السندفنقول أن فيه كل من وكيع / سفيان الثوري / حبيب بن ثابت / ابو وائل الأسدي ) والأربعة رفض علماء الرجال أحاديثهم

1- روى ابن حجر العسقلاني عن ابن حنبلأنه قال : وكيع أخطأ في خمسمائة حديث ونقل أيضاً عن المروزي : كان وكيع يحدّثبالمعنى ولم يكن من أهل اللسان

2- ويقول العسقلاني عن ابن مبارك : حدّثسفيان بحديث فجئته وهو يُدلسه فلما رأني استحيى وينقل عن يحيى القطان : جهد سفيانالثوري أن يدلس عليّ رجلاً ضعيفاً فما أمكنه

3- نقل العسقلاني عن أبي حبان: إن حبيب بن أبي ثابت كان مدلساً وعن يحيى القطان : حبيب لا يتابع عليه وليستبمحفوظة

4- أما أبي وائل فقد كان من المنحرفين عن الإمام علي عليه السلاموممن ينصب له العداء
حديث هذا سنده وحال رجاله كيف يمكن لفقيه أن يستند عليه فياستباط حكم يُكفرّعلى اساسه المسلمين وإذا تجاوزنا السند إلى المتن فنقول كلمةالتسوية الواردة في الحديث لم تأتي في اللغة بمعنى الهدم والتدمير نعم لواقترنتبكلمة الأرض بأن قال سويته بالأرض فهي تفيد مساواة الأرض ولكن سويته في الحديث لمتقترن بكلمة بعدها قال الله تعالى ( الذي خلق فسوى ) فسوى الشيء جعله متساوياًوقوّمت اعوجاجه فيقال : سويت المعوجّ وقد ذكر العلماء أن معنى كلمة تسوية القبر أيجعله مسطح وفق ما يقول به الشيعة وإليكم طائفة من أقوالهم :
1- قال الإمامالشافعي عن القبر : وجعل التراب مستوياً مسطحاً أفضل من تسنيمه
2- وفي شرحلحديث رواه مسلم ( كنا مع فضالة بن عبيد بأرض الروم فتوفي صاحب لنا فأمر فضالةبقبره فسوي ثم قال :سمعت رسول الله يأمر بتسويتها) يقول العلامة النووي : ان السنةأن القبر لا يُرفع عن الأرض رفعاً كثيراً ولا يُسنم بل يُرفع نحو شبر ويُسطح )
3- وقال العسقلاني في إرشاد الساري في شرح البخاري : إن السنة تسطيح القبر ولايجوز ترك هذه السنة لمجرّد أنها صارت شعاراً للروافض (لاحظ) وأنه لا منافاة بينالتسطيح وحديث أبي الهيّاج
وأخيراً نورد فتوى أئمة المذاهب الأربعة حول البناءعلى القبور
" يُكره أن يُبنى القبر ببيت أو قبة أو مدرسة أو مسجد " ( المصدر /الفقه على المذاهب الأربعة ج1 ص421) مع العلم أن الحكم بالكراهة لا دليل صحيح عليهومع ذلك نقول كيف يتجرأ نجدي على الفتوى بحرمة البناء ويكفر امة لا إله إلا اللهلأنهم لم يقبلوا ولم يعملوابفتواه
ونعزز الموضوع بإستدلال قرآني فقد قال اللهتعالى

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً }
وجه الاستدلالبالآية أنّها أشارت إلى قصّة أصحاب الكهف، حينما عثر عليهم الناس فقال بعضهم نبنيعليهم بُنياناً وقال آخرون لنتّخذنّ عليهم مسجداً
والسياق يدل على أن الأوّل قولالمشركين والثاني قول الموحّدين والآية طرحت القولين دون استنكار ولو كان فيهما شيءمن الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه وتدل على بطلانه بقرينة ما وتقريرهاللقولين يدل على إمضاء الشريعة لهما بل إنّها طرحت قول الموحدين بسياق يفيد المدحوذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك بينما جاء قولالموحدين قاطعاً (لنتّخذنّ) نابعاً من رؤية إيمانية فليس المطلوب عندهم مجرد البناءوإنّما المطلوب هو المسجد وهذا القول يدلّ على أن أولئك الأقوام كانوا عارفين باللهمعترفين بالعبادة والصلاة
أ - قال الرازي في تفسير (لنتّخذنّ عليه مسجداً) نعبدالله فيه ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد
ب - قال الشوكاني: ذكر اتخاذالمسجد يُشعر بأنّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون وقيل هم أهل السلطانوالملوك من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم والأوّل أولى
ج - الزجاجي:هذا يدلّ على أنّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور لأنالمساجد للمؤمنين
والآية وهي تفيد في نتيجتها جواز الصلاة عند قبورهم وجواز بناءالمساجد والمشاهد عليها وممّا لا شك فيه أن شأن الأنبياء والأئمة (ع) أرفع من شأنأولئك الفتية من النخبة الصالحة، فإذا جازت الصلاة في قبور هؤلاء والبناء عليهافبالأولى جواز ذلك بالنسبة إلى الأنبياء والأئمة (ع)
ونضع هذا السوأل برسمالإجابة أنّ قبور الأنبياء التي حول بيت المقدس كقبر داود في القدس وقبر إبراهيم (عليهم السلام) كلّها مبنية مشيدة قد بُني عليها بالحجارة العادية العظيمة قبلالإسلام وبقي ذلك بعد الفتح الإسلامي إلى اليوم
ولا شكّ أن عمر لما فتح بيتالمقدس رأى ذلك البناء فلماذا لم يهدمه ؟ هل ابن عبد الوهاب أفقه وأحرص على التوحيدمن عمر ؟ وقد مضت على هذا البناء الأعصار والدهور وتوالت عليه القرون ودول الإسلامولم يسمع عن أحد من أهل الدين وغيرهم قبل الوهابية أ نّه أنكر ذلك أو أمر بهدمه أوحرمه وبذلك يظهر بطلان زعم الوهابية أن البناء على القبور حدث بعد عصر التابعينوقول ابن بليهد : إنّه حدث بعد القرون الخمسة

!!!!!!!!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

جزاكي الله الجنة

سلمت يداكي رائعتي

تقبلي مروري

يعطيك الف عافيه..
جعله الله في ميزان حسناتك..

وردة النيل

بآركـــ الله فيكـــ
آشكر حضوركــــ وتفآعلكــــ

غرامى ذبحهم

آلرووووووووعه بتوآجدكــــِ
آشكر مروركـــِ وتفاعلكــــِ

بارك الله فيك اختي
لاح ـرمك ربي الاج ـر

ميمو
جَزآكــِ الله خَيرَ آلجَزآءْ عَ مُروركــِ آلكَريمْ