كمال الإيمان وخصاله

كمال الإيمان وخصاله

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و كفى و صلى الله و سلم و بارك على النبي المصطفى و آله المستكملين الشرفا

أما بعد.. فقال المصنف – حفظه الله تعالى-

كمال الإيمان : المحبة التامة لله ولرسوله تستلزم وجود محبوباته ومحبتها فإذا كان حبه لله وبغضه لله وهما عمل قلبه ، وعطاؤه لله ومنعه لله وهما عمل بدنه دل ذلك على كمال الإيمان وكمال محبة الله عز وجل.

عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان.

قلنا : إن عقيدة اهل السنة والجماعة في معنى الإيمان تدور حول خمسة امور :

الامر الاول : أنه قول باللسان وعمل بالأركان وتصديق بالجنان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان.

هذا الإيمان يزيد وينقص له درجة كمال وهناك درجة للضعف لهذا الإيمان. فمتى يكون الإنسان في اعلى درجة من درجات الإيمان. إذا استكمل هذه الأمور الأربع التي جاءت في هذا الحديث. إذا كان يحب لله ويبغض لله وهذا تحقيق أوثق عرى الإيمان. النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله.

هو حبه لله ابتداءً وبغضه لله وهذا يحقق معنى الولاء والبراء. هذه عقيدة الولاء والبراء في كلمتين حبه لله فهو يحب الله ابتداءً ويحب كل ما يحبه الله ويبغض كل عدو لله ويبغض كل ما يبغضه الله. هكذا ، لابد. لا يستقيم إيمانه حتى يحقق ذلك. فكيف يكون الرجل يسب الله ثم هو يحبه ثم هو يواليه ثم هو يطيعه. لا يمكن أن يكون مؤمن قد استكمل الإيمان ويكون في قلبه مودة للذين يحادون الله ورسوله.( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم )

حتى ولو كانوا أقرب الأقربين منهم لا يمكن أن يوجد في قلب مؤمن حب لعدوٍ لله.

إذاً يحب لله ويبغض لله. هنا المسألة الحب هذا عمل قلبي, هذا يتعلق بالقلب وحتى يصل إلى هذه الدرجة فلابد من معالجات لهذا القلب فلا يمكن أن تستحكم محبة الله عز وجل في القلب حتى يكون هذا القلب قد طهر من سائر النجاسات التي تلوثه وعلى رأسها تعلقه بغير الله.

مفاسد القلب:

القلب يفسد بخمسة أمور : كما يذكر ذلك بن القيم وعلماء التربية

1- بالتعلق بغير الله.

2- بركوب بحر الأماني.

3- بفضول المخالطة.

4- بفضول المنام.

5- بفضول الطعام.

هذه الخمس تفسد القلب فلا يمكن أن تستحكم فيه محبة الله عز وجل حتى يطهر قلبه من هذه الخمس .1- فلا يكون متعلقاً بغير الله 2- ولا تجده ذا أماني جوفاء وهو يركب بحر الأماني ليست له نية ، هكذا دائماً ابداً هو يعيش في أماني كاذبة . والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.فهذه ركوب بحر الأماني

3- فضول المخالطة : من أراد أن يحب الله ويحب لله لابد ان يطهر هذا القلب من هذا المفسد أيضاً لأنه يجلس مع خلان الدنيا ، يجلس مع أصحاب السوء ، يجلس مع رجل لا يذكره بالله يكون ذلك نقمةً عليه فلا تترسخ محبة الله في قلبه أبداً.

4- فضول الطعام والمنام : يطيل النوم فيقسو قلبه. عامل الآخرة ينبغي أن يكون منضبطاً وعنده نوم من الاتزان في حياته. ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. هذا عندما يأكل. كذا ثلث لنومه وثلث يجعله في قضاء أموره وثلث يفرغ فيه لربه. هكذا ينبغي أن يقسم وقته. أما أن ينام الأيام الطويلة ولا يصنع شيئاً فهذا يفسد قلبه لا محالة لأن القلب إناء فإذا طال عليه مثل هذا الأمر يقسو ( فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم ). كذا اللقمة إذا زادت عن حدها. ( البطنة تورث قسوة القلب). وأيضاً اللقمة من حرام تقسي القلب. النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.... ثم في آخر الحديث قال ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد. يقول المناوي : فدل ذلك على أن أكل الحرام وأكل الشبهات- المال المشتبه فيه- تقسي القلب.

فمن أراد ان يستكمل الإيمان فأحب لله ، لن يكون ذلك إلا بعد طهر القلب.

وكذا هذا البغض لن تترسخ هذه المعاني في قلبه حتى يتعلم الإيمان، يتعلم العقيدة، حتى يعرف الحق من الباطل ، حتى يكون عنده فرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان. لابد من هذا الفرقان ، لابد من هذا البيان. فهاهنا يبغض لله وهما عمل قلبه ، وإذا تحرك حركاته وسكناته لله فعطاؤه لله ومنعه لله . هو لا يقدم على شيء إلا وهو يراعي نظر الله عز وجل. هو مريد لرضا ربه جل و علا . فإذا أعطى, أعطى لله. و إذا منع , منع لله . إذا استكمل العبد هذه الأمور. اثنان منهم تتعلق بالقلب الحب والبغض، واثنان تتعلق بعمل الجوارح العطاء والمنع. إذا حدث ذلك فقد استكمل الإيمان.

قال :

من خصال الإيمان : "هذه خصال المؤمنين":

أولاً : حب الرسول صلى الله عليه وسلم :

عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم حتى اكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين."متفق عليه".

إذن من خصال المؤمنين ...حب النبي صلى الله عليه و سلم

وهنا السؤال: ابحث في قلبك عن هذه المكانة العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.هل أنت تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من والدك. لو رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك بأمر من سنته ووالدك يمنع ذلك. أيهما يقدم؟ النبي يأمر والوالد يأمر.

هب انت تحب النبي أكثر مما تحب والدك؟ هل امر النبي مقدم عندك أكثر من أمر والدك؟ فضلاً عن أن يكون هذا الحب الجبلي الغريزي الذي هو حب الإنسان لولده فهل تقدم سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمر؟ هنا السؤال الفاضح لأحوال الناس.

وفي هذا الحديث قال العلماء : لأن المحبة تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

أولاً :محبة الوالد وهذه محبة التوقير ، والمحبة الثانية هي محبة الولد وهي محبة الشفقة ، ومحبة الثالثة وهي المحبة التي تكون بين الناس وهذه محبة الناس أجمعين. فهناك محبة مع هيبة وإجلال وتوقير ( محبة الوالد )، وهناك محبة مع شفقة ورحمة ( محبة الولد) ، وهناك محبة يبعث عليها سجايا البشر منها التآلف وأن الإنسان اجتماعي بالطبع فتكون بينه وبين جيرانه وأصحابه محبة وتعلق.

فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يؤمن : أي لا يكمل إيمانه والنفي هنا نفي لكمال الإيمان وليس نفياً لحقيقة الإيمان.

( حتى أكون احب إليه من والده ): فيحب النبي محبة توقير وإجلال وتعظيم ويحب النبي صلى الله عليه وسلم محبة أعظم من محبة الولد التي تكون محبة رحمة وشفقة.ويحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما يحب أي إنسان على وجه الأرض. هذه تحتاج إلى أمور حتى تغرس في القلب.

أول شيء, لابد من دراسة سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

لابد من أن تقرأ كثيراً في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم . يجب أن يكون عندك في منهجك دراسة عميقة لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . تتدرج في قراءة كتب السيرة : وفقه السيرة وتقرأ الشمائل سواء كان الشمائل للترمذي ومختصره مثلاً للشيخ الألباني. أو بعض الكتب المعاصرة التي تتكلم عن شمائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم . اقتني كتاب مثل زاد المعاد لابن القيم واقرأ هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعش معه بوجدانك واستشعر وجوده تلمس ذلك. لابد من الشوق إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم . اذهب واعتمر واذهب إلى مدينة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستشعر أنه كان موجوداً في هذه الأماكن وهذه البقاع وانظر إلى شوق قلبك. هكذا ينبغي أن تغرس هذه المحبة وأن تسكب مرةً بعد مرة. يجب أن تزيد في معلوماتك التي ترقق قلبك. ادرس سنة النبي صلى الله عليه وسلم . لابد لطالب العلم الا ينقطع ابداً حتى يموت عن مطالعة دواوين السنة ابتداءً من الأربعين النووية فرياض الصالحين ثم يبدأ في المصنفات من الصحيحين فيأخذ مثلاً اللولؤ والمرجان ثم بعد ذلك يقرأ في البخاري ومسلم ويبدأ في كتب السنن الأربعة وينتقل منها إلى المسانيد وعلى رأسها مسند الإمام أحمد والمعاجم معاجم الطبراني الثلاثة ويقرأ في هذه الكتب ويرتوي.

يقرأ في كتب الآداب وعلى رأسها الأدب المفرد للإمام البخاري. يتلمس كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيستشعر أنه معه.

وهذا هو المحب الحقيقي. يحب كلامه ، يحب الأنس معه. يحب ان يستشعر دائماً أبداً وجوده صلى الله عليه وسلم .

هذا الذي يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً. هذا الذي تجدوه يغضب إذا انتهكت سنة من سنن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الذي عنده هذه الخصلة من خصال الإيمان. إذا على رأس هذه الخصال حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

ثانياً : حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين :

وعلى رأسهم الأنصار. فالنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار . فالذين يحبون الصحابة وعلى رأسهم هؤلاء الأنصار الذين تيوأوا الدار والإيمان. هؤلاء الذين نصروا النبي صلى الله عليه وسلم . هؤلاء الذين بدأ معهم عصر التمكين للرسالة. هئلاء ينبغي أن تكون محبتهم وأن يكون توقيرهم وأن يكون إجلالهم لهم له مكانته في قلب كل مؤمن. فإذا انتهك حق لصحابي من الصحابة كما يحدث في زماننا هذا وينتقصون في حق الصحابة ويتجرأون عليهم لابد أن يغضب لله ، لابد ان يستشعر أن الذي يسبونه هذا أعظم عنده من أبيه وأمه. هذا صحابي( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه). صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينبغي بحال أن ينتقص حق من حقوقهم وفيك عين تطرف. فإذا الآن وقع بعض أهل الضلال في صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكفروهم جميعاً إلا أربعة وإلا كذا، هذا كلام اهل البدع والضلالات وينبغي أن يرمى هذا الكلام ويطرح وان يعي الناس خطورة مثل هذه الأقوال لأنهم إذا انتقصوا من شأن الصحابة فقد انتقصوا في حق الرسالة لأن هؤلاء الصحابة العدول هم الذين حملوا لنا رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا انتقصوا أصبحت السنة والسيرة فيها أشياء كثيرة مكذوبة ، وهذه العقيدة فيها أشياء كثيرة مهموز فيها لأن هذا كلام الصحابة وهم كفروا إلا كام واحد بعد أحداث الفتنة ، وهذا كلام فارغ وأباطيل.الشاهد : حب الصحابة وحب الأنصار خاصة علامةاهل الإيمان وبغضهم والتنقص من قدرهم هذه علامة النفاق.

ثالثاً : حب المؤمنين :

ان تحب المرء لا تحبه إلا لله . هذه التي تبلغك حلاوة الإيمان. النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.

لا تؤمنوا : اي أيضاً لا تستكملوا الإيمان حتى تحب لأخيك ما تحب لنفسك. وهذه أيضاً في زمن الأثرة الذي نعيشه. قال صلى الله عليه وسلم : ستكون أثرة بعدي فاصبروا حتى تلقوني على الحوض.

أثرة يحب نفسه، أنانية ، حب الذات . وصرنا نقول نحن في زمان عبودية الذات. هو ومن بعده الطوفان . هو ثم ليكن ما يكون. أما المؤمن فليس كذلك , المؤمن يحب الخير لنفسه ويحسه لغيره. يحب أن ينتشر الخير سواء على يديه أو على يد غيره. لا إشكال . المهم أن دين ربنا سبحانه وتعالى يمكن له وتعز كلمة الإسلام و أن تكون كلمة الإسلام هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.يحب أهل الإيمان، يحب رفيقه في المسجد. وهكذا إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان.هكذا فإذا كان هكذا هذا رجل يصلي يحبه وكلما وجد الإنسان أقرب إلى الله كلما ازدادت محبته في قلبه. يحب زوجته لكن إذا هي عصت الله ، تنمصت حتى ترضيه وتكون جميلة في عينيه. هي الآن قد صنعت أمراً عظيماً كبيرة من الكبائر. ( لعن الله النامصة والمتنمصة ) فإذا رآها هكذا هو نفسه هذا يرضيه ، لكن لا يرضي رب العالمين.فمن يحب؟! ينبغي أن يقاوم شهوة نفسه حالئذ ويغضب لله. هكذا هو يحب المؤمن كلما ازداد إيماناً وإذا رأينا الرجل يعصي الله فمحبته قائمة في القلب لكن أبغض معصيته وأسأل الله تعالى له الهداية وهكذا حب المؤمنين خصلة عظيمة من خصال الإيمان.

رابعاً: حب أخيه المسلم: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه أو قال لجاره ما يحب لنفسه". فمن محبة المرء لاخيه ان يتمنى له الخير وأن يحب له أن يكون ً في شأن طيب ،أن يكون دائماً أبدأ أقرب إلى الله ، يتنافس معه ويحب أن يكون هو السابق لكن هذا لا يعني أن يحسده ، يغبطه ويتمنى أن يحصّل ما يحصّل من الخيرات لكن لا يحسده بمعنى أن يتمنى زوال النعمة عنه ، لا ثم ألف لا. هو يحب له الخير ويحب له الزيادة ولكن مقتضى مسابقته إلى الله تجعله دائماً أبداً عنده علو همة ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ، ( وسابقوا ) فهو يستبق مع أخيه الخيرات ويريد أن يكون الأول هذا ليس فيه إشكال لكن لا يعني إن تقدم عليه أخوه أن يكرهه ويبغضه كما يحدث الآن في زماننا هذا.

خامساً : إكرام الجار والضيف والصمت عن خير: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه". فالنبي صلى الله عليه وسلم ربط بين الإيمان بالله وبين الإيمان باليوم الآخر - وقد ذكرنا ذلك مفصلاً في شرح الادب المفرد- تجدون أنه ربط بين الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر خاصةً على أن الإيمان ستة أركان فلم يذكر الإيمان بالرسل ولا بالكتب ولا الإيمان بالقضاء والقدر إنما ذكر الإيمان بالله واليوم الآخر لأن من كان يعرف أن الله ربه خالقه ورازقه وإلهه معبوده لا يذل إلا له ولا يخضع إلا له ولا يحب إلا الله جل في علاه. إذا كان كذلك وترسخت هذه المعاني في القلب فسيراعي أن المرد إلى الله وإذا آمن باليوم الآخر وكانت الجنة والنار نصب عينيه فسيقاوم آفات نفسه. هذه الآفات هنا (ليقل خيراً أو ليصمت) فالإنسان فيه هذا الأمر, هذه الآفة يحب الكلام ويحب أن يظهر ما عنده وإذا كان ثمة مساحة له في الكلام يريد ان يتأنق ويريد أن يظهر نفسه بأنه أفضل من يتكلم وهكذا لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه. إذاً فكونه يقاوم ويصمت ويمسك لسانه هذه تحتاج إلى إيمان ، هذه تحتاج إلى أن يراعي أن الله يراه ،أن الله يسمعه. هو آمن بالله السميع البصير فلأجل ذلك قال خيراً أو صمت وهو آمن بأن هناك جنة ونار وانه سيحاسب على هذه الكلمات التي ينطق بها فلأجل ذلك قال خيراً أو صمت.لن يكون هناك باعث غير هذا لأن هذه الأشياء غرائز موجودة في النفس البشرية ،شهوة الكلام,عايز يتكلم و عايز يقول و يظهر ما عنده و يفضفض مظهرية جوفاء.

الأمر الثاني: إكرام الجار

( فليكرم جاره ) هذه من محاسن الأخلاق ، وجاري يسيء إلى .أونحن فى الزمن المادى بتاعنا ده يا عم كل واحد فى حاله انا مالى بغيرى خلينى فى حالى أنا الشخصى والأصل في النفس الشح , ربنا قال وأحضرت الأنفس الشح ) الأصل أن النفس شحيحة بخيلة فلأن يهدي الجار شيئاً من طيب طعامه مثلاً ويكرمه هذه تحتاج إلى ايمان , يبص كده و يقول طب ماحنا نخليهم نأكل انا و العيال , مش عارفين بكرة فى إيه؟؟ ..ليه أدى و أعمل و أكرم هذا الإكرام يحتاج إلى تطهير نفسه فى الأصل خالص من آفة الشح ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وهذه تحتاج إلى إيمان.

ولنفس السبب ( فليكرم ضيفه) فتصوروا أن النبي صلى الله عليه وسلم أن جائزة الضيف يوم وليلة. من يتحمل هذا. لو كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويعرف أن ذلك من خبر النبى محمد صلى الله عليه وسلم ، وخبر النبي فوق رأسه ومقتضى محبة النبي صلى الله عليه وسلم فيبدأ مقاومة هذه الخصلة في نفسه فيكرمه ويرتضي هذا الأمر ويحب لأخيه ما يحب لنفسه فيكرمه ويعطيه يوماً وليلة وإن كان مسافراً فله ثلاثة أيام بليالهن.

إذا هذه المسألة تبين أن الباعث والدافع الذى يجعل الانسان يقوم بهذه الخصال الحميدة هو الإيمان الجازم بأن الله هو الرب الإله له الأسماء الحسنى وأن يكون هناك إيمان جازم باليوم الآخر وأن كل هذا مردود لك في الدنيا والآخرة وهناك جائزة عظيمة أنت تعمل لها.

سادساً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

حديث الإمام المسلم عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ).

"فليغيره بيده" قال العلماء : هذا في شأن ولاة الأمر وكل من ولي أمراً يعني الرجل يستطيع أن يغير في بيته بلا عنف ولا قسوة. إلزام الرجل بنته وزوجته في النضباط بالملابس التي ترضي الله عز وجل. لأن هذا ليس من حقوق المرأة عمل ما تريد وأن تلبس ما تريد لأن ليست حرية ، هذه فوضى في حقيقتها. حرية ألا ينبغي ألا تكون هكذا ، أن تتحرك داخل قيد. لو حرية من غير قانون تصبح فوضى. كل شخص يريد أن يغعل شيئأ يفعله.هذا قانون الغابة . الكبير والقوي يأكل الضعيف.هي نفس المسألة ، هذه المرأة تؤذيني فحريتها الشخصية ليست متعلقةً بها.في بيتها تفعل ما يحلو لها محدش هيقولها حاجة لكن لما تعلقت بحريات الآخرين جاء النهي. لا يجوز أن تتعرى في الشوارع ينفع واحدة تنزل بملابس البحر فى الشارع؟ هذا ينتفى مع الذوق العام , طب الذوق العام برضه بيقول اللى تلبس مينى جيب و ميكروجيب واسترتش و هكذا هذا أيضا ينتفي مع الذوق العام بس للمؤمن.المؤمن لا يرضى بما يسخط الله عز وجل. هكذا ( شر نسائكم المتخيلات المتبرجات وهن المنافقات العنوهن بلعن الله ) رواه البيهقي وحسنه الألباني.

يجب أن تنضبط المسألة. ولكن لا يمكن أن يغير الأفراد بأيديهم هذا المنكر لأنها ليست في ولايته.ولي أمرها هو من يغير بيده.هذا الكلام ابتداءً هو مسؤلية السلطة التنفيذية في البلد. المفترض أن تكون هناك رقابة خاصة بمثل هذه الأمور من الشرطة أو هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي شرطة الآداب العامة وغير هذا. ومن الناحية الاخرى الأب والاخ والزوج الذي يرضى بمثل هذه الأمور إذاً يكون ديوثاً يقر الفساد في أهله. إذا الذي يغير المنكر بيده هو ولي الأمر وكل من له ولاية على أحد ينبغى عليه أن يغير المنكر بيده كما ذكرت.

"فإن لم يستطع فبلسانه" وهذه تكون أصالةً في اهل العلم الدعاة إلى الله عز وجل والعلماء يغيرون بلسانهم ويقولون هذا لا يرضي الله هذا يتنافى مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذه المسائل الشاذة التي تخرج علينا ليل نهار ، هذه ما قال بها أحد فينبغي أن يغيروا بلسانهم، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وهذه مزية هذه الأمة ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) انظر ، المفترض أن يقدم الإيمان يعني يقول كنتم خير أمة أخرجت للناس تؤمنون بالله وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر. قال العلماء لا لأن الأمم الأخرى أتباع الأنبياء كانوا مؤمنين فبالتالي هذه الأمة لا تفضل على سائر الأمم إلا بهذه الخصلة الأساس: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بضوابطه.

ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

* مراعاة حال الذي ينكر عليه أو يؤمر. ومن الآمر. هناك شروط في الآمر وشروط كذلك في المأموربالشيء. هناك شروط في الناهي وشروط في المنهي الذي ينهى عن هذا الأمر. فينبغي إذا كان الامر لصاحب ولاية أن يغير بيده. إذا كان لصاحب علم فبلسانه. إذا كانت له قدرة على التغيير باللسان فينبغي أن يصنع. اهل الجاه الذين لهم مركز وثقل اجتماعي وكلمتهم مسموعة يغيرون بلسانهم.ليسو اهل العلم فقط بل والناس الذين يشار إليهم بالبنان في المجتمعات , يغير بلسانه لأن ممكن كلمة منه تغير الدنيا دى كلها..هكذا

وإن لم يستطع وهذا حال العامة ليس عليه أن يغير فيكون ذلك بإنكاره القلبي وهذا أضعف شيء وهذا لا يعتبر فيه لأحد.فإذا كان لا يغضب لله فاعلم انه ليس وراء هذا من خردلة إيمان في قلبه. هكذا.. ذلك أضعف الإيمان.إذا كان لا يغضب لله فهو على خطر عظيم . كيف يعصى الإله.. كيف يعصى حبيبه وهو قرير العين راضي!!! ينبغي أن يتمزق قلبه ، لكن شأن هذا المؤمن انه ليس أهوجاً ولا متهوراً ولكن ينضبط بالضوابط.

ضوابط الآمر والناهي: من كلام شيخ الإسلام في "رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر":

1- أن يكون عالماً بما يأمر عالماً بما ينهى. وهذا العلم يحتاج بصر لأن أحياناً يمكن ان تكون مسألة خلافية وهو يدين الله عز وجل برأي فيها وينكر.فمثلاً : قضية الإسبال: الإسبال عند بعض أهل العلم محرم وهذا قول لا شك له مصداقيته وله حجيته.قول أن الإسبال حرام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما أسفل من الكعبين من الإزار في النار" إذاً هذا وعيد شديد فمن حمل هذا الحديث جعله كذلك.العلماء الجمهور يقولون أن الإسبال على الكراهة وقيدوه بالخيلاء ( من جر ثوبه خيلاء ) فجعل الأمر هكذا. مثلا يأتي هو ينهى فينظر يجد أخ مسبل فينصحه بالأخذ بالأورع وبالأفضل لكن لا يرتب أنه هكذا يرتكب كبيرة ثم يقول هذا صلاته باطلة ثم كذا مثلما يفعل بعض الإخوة في مسألة المسح على الجوربين , العلماء تكلموا فيها و المحدّثين أيضا , و ارجعوا إلى رسالة الشيخ جمال الدين ألقاسمي التي حققها الشيخ أحمد شاكر و علّق عليها الشيخ الألباني : أكبر 3 محدّثين في العصر في ( رسالة المسح على الجوربين ) أنه يجوز المسح على كل جورب لكن الفقهاء لهم رأي آخر أنه يجب أن يكون جورباً ثخيناً يشبه الخف وبعضهم يقول أنه يستطيع أن يمشي فيه مسافة القصر بحيث يكون مثل الجلد مثل الجورب الصوف الثقيل. فبعضهم وضعه شروطاً وبعضهم لم يضع.ففي المسألة خلاف. فلا أنكر على من يمسح على الجورب وأقول أنه ضال وصلاته باطلة . ينبغي أن نتأدب بأدب الخلاف. هذا قول وله وجاهته وهذا قول وله وجاهته. اختلاف سائغ.ولكن ليس كل الاختلافات هكذا فهناك اختلافات شاذة لا يمكن الكلام فيها.سماع الغناء مثلاً الخلاف فيه غير سائغ عند التحقيق فالمسألة تختلف , هنا شيء و هذا شيء.

ثاني هذه الأمور و يتعلق بها مباشرة...

2- أن يكون حكيماً فيما يأمر ، حكيماً فيما ينهى. والحكمة هي وضع الشيء في نصابه.عندما مر شيخ الإسلام على التتار و هم يشربون الخمر ، ولكن الشيخ تركهم فقال له تلامذته هؤلاء يشربون الخمر! فقال لهم دعوهم فإنهم لو أفاقوا استباحوا دماء المسلمين ، فنظر إلى المآل هذه الحكمة. لو ناس قاعدين في القهوة و بيتفرجوا على الدش و أنت تقول أنا خلاص بقى دلوقتى هأمر بالمعروف و أنهى عن المنكر , يا جماعة هذا لا يجوز ..هذا لا يرضى الله..هذا كذا ..الناس دى مش في حالة الآن تسمح إنك تأمر و تنهى,,لكن بعد كده لو في واحد أنت تعرفه و لا حاجة ممكن بعد شوية تبدأ تنصحه: يعنى أنت عارف النظر إلى عورات مغلظة و أنت لا يرضيك إن مراتك تقعد تتفرج على حاجات زى كده..ترضى إن أختك تعمل حاجة زى كده .. مينفعش .. و بعدين النظرة دى سهم مسموم من سهام إبليس و بعد كده لا تجد قلبك و لا أحوالك و بعدين إن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه , تبدأ تلين معاه لكن مش فى وقته و هو قاعد و تقول هذا لا يرضى الله و تقول " معذرة إلى ربكم " لا يا جماعة مش كده , لابد من مراعاة حال المأمور علشان احنا مش بنعمل حاجة علشان نخلص منها و خلاص ..لا احنا عايزين هدايته عايزين نوصل له .علشان كده الحكمة وضع الشيء في نصابه متى تأمر ؟ متى تنهى ؟ اختيار التوقيت المناسب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. زى ما بيحصل في البيوت ..الأخ أول ما يلتزم تلاقيه عايز ينكر .. يدخل عليهم يلاقيهم قاعدين بيتفرجوا على تمثيلية تلاقيه عايز يكسر التليفزيون و يعمل كذا ,, يا جماعة مش كده

علشان ده المعنى الثالث..

3- الحلم والرفق: أن يكون حليماً ( يعنى لازم يكون مأدب نفسه أوى و متربي تربية ايمانية طويلة لأنه هيبقى حليم )لأنه سوف يستفز ويقابل بالسخرية ..أنت هتعمل فيها شيخ ..أنت مش فاكر كنت إيه.. مهما سمع من أذية البشر فهو حليم. ( إن إبراهيم لأواه حليم) أي:كان يتأوه لي , يصرخ لربنا ومع الناس حليم , لا يغضب لنفسه والنبي صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك محارم الله فيغضب لله إنما لنفسه لا.

فتحاج عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى التربية الإيمانية الصحيحة والإعداد الجيد أولاً.

الرفق: قال النبي صلى الله عليه وسلم " ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه". فانت تحب له الخير فتبش في وجهه وتدعو له وتظهر له معاني الإسلام بسلوكياتك وأخلاقك لكي يفتح قلبه.

" وذلك أضعف الإيمان" هناك أناس لا يفهمون شيئاً في اللغة فيظن أن " ذلك" تتعلق بأبعد مذكور وهذا لا وزن له في كلام العرب أبداً.

" ذلك" تستخدم للإشارة للقريب أيضاً بمعنى هذا. ثم من قال ان اسم الإشارة يتعلق بأبعد مذكور فهذا لم يقل به أحد من أهل اللغة أبداً. يقول الله تعالى ( ذلك الكتاب لا ريب فيه) معناها هنا البعد ( هذا الكتاب بعيد أوى ) ؟ لا ، معناها التعظيم. هناك علو إما علو مكان أو علو مكانة.

(....فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ).

فهنا على معنى إما أنه يعظم ذلك أي أن الإنكار بالقلب شيء عظيم وهو أضعف الإيمان أو للدلالة على معنى آخر أنه أبعد الناس لأنه أضعفهم. فمراتب الإنكار متفاوتة. فالمنكر بيده لا يسمى ضعيف.وآخر عنده قدرة لسانية.إنما الحالة الثالثة فهو ينكر بقلبه فقط وهو عاجز عن هذا وذاك. وهي أقل درجة في الأمر وأدنى الإيمان.. أدنى شيء.

سابعاً : النصيحة:

عن تميم الداري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" . هذا الحديث من الأحاديث التي وضعها الإمام النووي في الأربعين وهذا حديث مهم وعليه مدار الدين. فكيف تنصح لله وكيف تنصح لكتابه وكيف تنصح لرسوله وكيف تنصح لأئمة المسلمين وعامتهم؟

النصيحة لله : أن تبذل نصحك لإقامة التوحيد. هذه النصيحة لله (الناس بتفهم غلط و تقول أنا هانصح ربنا؟؟ لا). أي تنصح أنت الناس لله رب العالمين. تنصحهم ليقيموا التوحيد لله رب العالمين. تنصحهم ليقيموا العبودية ويحققوها لله رب العالمين.( فالنصيحة لله : إقامة التوحيد والعبودية).

و النصيحة لكتاب الله : أن يتحاكم له. أن يصير القرآن هو المهيمن على كل حركاتك وسكناتك..قرآن...يعمل به ، يتدبر ، يتلى آناء الليل وأطراف النهار, هذه من النصيحة لكتابه.تنصح الناس أن يكون القرآن هو منهج حياتهم.

النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم : تنصح الناس أن يقتدوا به صلى الله عليه وسلم فيؤمنوا بما أخبر ويمتثلوا لما أمر وينتهوا عما نهى عنه وزجر ، ويكون هو صلى الله عليه وسلم أحب إليهم من أنفسهم ومن أولادهم ومن آبائهم ومن الناس أجمعين.

هذه هى النصيحة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ,إذا أردت أن تبذلها حقيقة إذا كنت محباً على الحقيقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

النصيحة لأئمة المسلمين : بأن يكونوا على العدل ويتحاكموا إلى شرع الله وأن يحكموا بين الناس بالعدل. ومن يبذلها لهم أهل العلم.

النصيحة لعامة المسلمين: بأن يكونوا على الجادة على طريق طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

اذن..ينصح لله و لكتاب الله و لرسوله و و لأئمة الناس و عامتهم

فينبغي ألا يتخلف عنه هذا الواجب في كل وقت.

وهناك فرق بين النصح و بين الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. إذا كانت المسألة اتفاقية فهو أمر ونهي. إذا كانت خلافية فهو نصح.

هل النصيحة واجبة أم مستحبة ؟

النصح يغلب عليه الاستحباب مثلا تقول : خذ بالأفضل . لكن في بعض الأوقات يكون النصح في الواجبات.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتعلق بأمور في الأغلب واجبات. والتفصيل في شروح الأربعين النووية: جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي، الجامع شرح الأربعين النووية للدكتور محمد يسري.

ارجعوا الى شروح هذه الأحاديث ستجدون فيها علما جمّا ينبغي أن تتدبروه و تعرفوه.

يقول ...الإيمان أفضل الأعمال : يعنى و إحنا بندرس العقيدة دلوقتى هذا الكلام إذا ترسخ في القلب فهذا أفضل الأعمال لأن الإيمان فيه عمل قلبي ومصدق بأعمال الجوارح فبالتالي إذا ترسخ هذا الأمر في القلب فهذا أعظم ما تقوم به. لذلك العقيدة والتوحيد أولاً.

سئل النبي صلى الله عليه وسلم :" أي العمل افضل؟ قال : إيمان بالله ورسوله.قيل ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله.قيل ثم ماذا؟ قال حج مبرور." متفق عليه.

إذاً الإيمان أفضل الأعمال.( قول باللسان وعمل بالأركان وتصديق بالجنان).

الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهذه قاعدة أهل السنة الذهبية التي خالفوا فيها صنيع المرجئة الذين قالوا أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ولكنه شيء ثابت, و هذا خداع للنفس إذا كنت تحب الله فلابد أن تدلل " إن المحب لمن يحب مطيع "

إذن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ، فالمعاصى بريد الكفر لذلك فهي تظل تضعف الإيمان تضعف الإيمان حتى يبدأ الانتقال من مرحلة الذنوب إلى الاستمراء وهو اعتياد الذنب ثم الاستحلال( يستحل ما حرم الله عز وجل و يقول : كان حرام زمان أيام النبى )للأسف الشديد

الأدلـــة:

من القرآن:

قال تعالى ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ) وهذا تنص صريح على الإيمان يزيد وينقص.

وقال تعالى ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون ) وهذه الآية أيضاً من سورة التوبة تبين لنا أن الإيمان يزيد وينقص.

ومن السنة :

في الصحيحين عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" وقلنا ان هذا ليس معناه كما فهمها الخوارج أن الإيمان ينتزع منه وإنما هاهنا كما يقول شيخ الإسلام : يرفع عنه الاسم المطلق ولا يرفع عنه مطلق الاسم. يعني رجل مشهور بالزنا لا أقول عنه هذا مؤمن إنما ينبغي أن أضيف وأقيد ( مؤمن عاصي ، مؤمن فاسق ) فالإيمان مطلق الاسم فهو عنده إيمان ولم يكفر.يعنى الإيمان لن ينتزع تماما من القلب حتى لا يبقى منه شيء

"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن "قالوا : يرتفع الإيمان من قلبه حتى يكون كالظلة فإذا تاب أو إذا ترك العمل, رجع إ ليه. يقول بن القيم : من وقع في الزنا فقد استكمل كل خوارم المروءة لانه جريء تجرأ على محارم الله وهذا أمر عظيم مغلّظ فبالتالي انتفى عنه الحياء وتعدى حدوداً كثيرة و وقع في أعظم الذنوب

لكن بعد ترك العمل يرجع له جزء من الإيمان من العتاب ووخز الضمير وهو معترف بحرمته.ولكن إذا استحله يكفر.ولكن إذا تاب يعلو إيمانه.

حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يخرج من النار من قال لاإله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرةٍ من خير ، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برةٍ من خير، ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن ذرةٍ من خير" وفي رواية كلمة " إيمان " بدلاً من " خير ". إذاً الإيمان يتفاضل ويزيد وينقص.

أعمال الكافر التي عملها قبل إسلامه:

حكمها : إذا أسلم الكافر ثم أحسن فالسيئات تغفر له. لقوله تعالى ( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين).هذه الآية من أرجى وأقوى . وهي قاعدة إذا توقفت عن عمل السيئات يغفر لك ما قد سلف. لكن إذا انتكست وصنعت ما كنت قد تبت منه ورجعت إلى سالف العهد مرةً أخرى فقد عرضت نفسك للعقاب فيؤخذ بالأول والآخر.

مصداق هذا الأمر الحديث الذي هو أيضاً من أرجى الأحاديث وقد بسطنا شرحه في شرح الأدب المفرد أيضاً وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حكيم بن حزام : أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية(كان له أعمال بر في الجاهلية ) هل لي فيها من خير؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسلمت على ما أسلفت من خير.

الله أكبر ..يعنى انمحى رصيد السيئات و كل رصيد الحسنات اللي كان يعمله - مع انه لم يأخذ نية ساعتها – هذه الأعمال يجازى عليها في الإسلام مثلا كان يبر أمه و أبيه ..كان يصل الأرحام ..يتصدق ..كل هذا ينتقل إلى الصندوق الخاص به بعد الإسلام , توضع في صحيفة العمل , فأول ما يدخل.. يدخل برصيد . علشان كده ..

( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام).

كنت عايز أقول بس إشارة... قصة الانتكاس بالنسبة للإخوة , يقول لك أنا كنت ماشى كويس و بعد كده وقعت فكله راح ..حتة إحباط الأعمال دي ..يعنى يقول لك كل العمل اللي كنت باعمله قبل كده ..كنت اشتغلت كويس أوى و بعدين وقعت تانى وقعة صعبة أوى و بعدين قمت تانى ..إذن اللي فات ده خلاص حبط ضاع . لا أسلمت على ما أسلفت من خير, أحسن الظن بالله . لكن الوعيد في الجانب الآخر في الحديث أيضا الذي في الصحيحين

قال صلى الله عليه وسلم " من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر".

الحديث هنا يرعب ..يعنى هو أحسن خلاص لم يؤاخذ...أساء !! يؤخذ بالأول و الآخر .. يرجع له تانى رصيد السيئات

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

جـــــــــزاك الله خيرالجــــــزاء

جـزاااك الله كل خير ياارب
وبارك الله فيك وسدد الله خـطاك

الف شكر غروووومة علي مرورك

الف شكر بقايا علي مرورك

تسلمين ورده النيل

ودي

الف شكر نهر الحب علي مرورك