قرارٌ ملكيٌّ وإعلانُ حربٍ صريح

مذهلــــــــــة الاخبارية

هذا العنوان أعلاه هو ما يمكن أن أعنون به لقراءة أولية في حيثيات القرار الملكي المصاغ بلغة صارمة تبين حجم المرارة التي يشعر بها ملك البلاد تجاه حادثة أمطار جدة الأليمة التي نتجت عن سوء تخطيطٍ من جهاتٍ ذات علاقة و قلة أمانة عند البعض و شجع وطمع عند البعض الآخر ، وغياب الرقابة الحقيقية ، و توسيد الأمر لغير أهله وكلها في ظني أسبابٌ أدت إلى حصول هذه الفاجعة الكبيرة.

أعتقد أن البيان الملكي المشتمل على قرار تعيين لجنة لتقصي الحقائق في تسونامي جدة يجب أن يؤسس لمرحلة حرب حقيقية مكتملة الأركان على الفساد الإداري ودهاقنته الجائلين بفسادهم والمقتاتين على حساب هذا الشعب في كثير من التجليات المخزية في بعضها والمبكية في البعض الآخر.

البيان الملكي احتوى على فقرات مهمة جدا يجب الوقوف أمامها والتأمل فيها والتأسيس عليها لكي تتحول ثقافة وسياسة ((من أين لك هذا))من إطارها النظري إلى إطارها العملي وفي جميع مفاصل مؤسسات الدولة ، وأرى أنه من المفترض أن يكون هذا البيان مؤسسا لمرحلة جديدة من المحاسبة العلنية للفاسد والمفسد أيا كان جهةً أو أفرادا بعيدا عن العاطفة والمحسوبية والمجاملة لأن الذي حدث في جدة عارٌ وبمعنى الكلمة ، ومحرجٌ لنا أمام العالم الذي كنا في يوم من الأيام نبشر بأننا في الطريق إلى صفوفه الأولى فإذا بنا نفاجأ بأننا في مدينة تعد عاصمةً اقتصاديةً لنا لا نملك شبكة صرف صحي ، ولا نملك حسا تخطيطيا احترافيا ، بل إن الأحياء العشوائية التي تحدث البعض عنها في جدة هي نتاج للحالة العشوائية التي سيطرت على جهات تخطيطية اشتبكت في مصالح مع بطون لا تشبع والنهاية هي ضحايا بالعشرات لأبرياء سكنوا في مناطق خطيرة كانت مكبا لنفايات الصرف الصحي فضلا عن كونها في مسارات الأودية والسيول.

أعتقد أننا من اليوم وصاعدا يجب أن نكون في حالة حرب صريحة ومستمرة ولا هوادة فيها مع الفساد الإداري والمالي ، ويجب علينا أن نفعل الدور الاحتسابي في كشف العبث الذي يمارسه البعض مع المال العام والممتلكات العامة ، ولا يجوز بحالٍ من الأحوال أن تطغى المحسوبية على المسؤولية ، وهو الأمر الذي يجعلنا جميعا مطالبين بأن يكون معيار القوي الأمين هو المعيار الذي يتم على أساسه إسناد المسؤوليات إلى أهلها مستذكرين جواب النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي حين سأله متى الساعة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة.قال: وما أمارة تضييعها؟فقال عليه الصلاة والسلام:إذا وُسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة.

إن اللجنة التي أمر خادم الحرمين الشريفين بتشكيلها ، والتي تحتوي على رجالٍ من ذوي الخبرات والقدرات العالية هي في الحقيقة اليوم أمام استحقاقٍ شرعي ووطني كبير حيث تحولت الأمانة من ذمة خادم الحرمين إلى ذمتهم ، وأصبح التفويض المفتوح لها في استجواب ومساءلة من تشاء كائنا من كان بمثابة الدعم القوي والصريح في أنه لا عذر لها أمام الله جل وعلا ثم أمام ولي الأمر في تجلية الحقائق ومعرفة الأسباب ، وتحديد المتسببين لتتم محاسبتهم عن هذا الفشل الذريع الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء ممن نحتسب على الله تعالى أن يبلغهم منازل الشهداء مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم"والغريق شهيد".

ألا وإن السؤال الكبير الذي يسأله كل مواطن اليوم والذي يقول:أين ذهبت مليارات مشاريع الصرف الصحي بجدة؟ ، وكذلك الذي يقول: ومن المسؤول عن ذهابها دون تنفيذ ما هو مطلوب؟ ليحتاجان إلى إجابات شافية ووافية وكافية ، وهما سؤالان كبيران في مقدمة ملف هذه القضية التي نأمل ونثق بإذن الله كمواطنين بأن اللجنة المعينة ستصل إلى جوابه في قادم الأيام.

شكرا لك على الخبر

اخى الناقل

جزاك الله خيرا

تسلم ياقمرر ع الخبريهـ..

ماننحرمش ج ـديدك

تقبل طلتي

ذوووق وانتقائك الخبر قمه فى رووعه

تسلم الآيادي اخي الناقل انا

بنتظار جديدك

الف شكر خالد

تقبل مروري