المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جوانتانامو.. فلسطينتنامو..عراقتنامو.. العرب ناموا !!


Dream
19-02-2008, 06:23 PM
جوانتانامو.. فلسطينتنامو..عراقتنامو.. العرب ناموا !!
مقال قديم للدكتور طارق سيف، أردت أن أعرضه عليكم لما فيه من نقد وكلمات تلمس الوجع في روح كل عربي ..

د. طارق سيف

صحيفة الاتحاد الإماراتية 18/7/2004



قد يشعر البعض من عنوان المقال أنه يتعرض لقضايا وموضوعات متفرقة ليس بينها قاسم مشترك، ولكن الحقيقة والواقع يؤكدان خلاف ذلك، فهناك عناصر كثيرة تجمع ما بين جوانتانامو وفلسطين والعراق، من أهمها حجم الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها العرب والمسلمون في هذه الأماكن، والموقف العربي المتخاذل أمام ما حدث ولا يزال يحدث فيها، وأن أميركا و"إسرائيل" تفعلان ما تريدان وفق مصالحهما دونما أي اعتبار لنحو 22 دولة عربية، و59 دولة إسلامية، فضلاً عن وجود مصالح حيوية للصهيونية العالمية فيما يحدث في هذه الأماكن والنتائج المترتبة عليه، هذا بخلاف أن العالم بات يتابع ما يحدث من تطورات يومية في هذه الأماكن. لذلك تتزاحم الأسئلة التي تطرح نفسها: ما الذي حدث؟ ولماذا؟ هل هناك نهاية قريبة لما يحدث؟ هل العرب ناموا فعلاً وتناسوا ما يحدث واعتبروه موضوعاً غير مُهم؟ هل فقد العرب مكانتهم الإقليمية والعالمية أم أن العالم بات ينظر إليهم على أنهم إرهابيون ومتطرفون ولذلك فهم عبء على البشرية يجب التخلص منهم؟ وهل هناك أمل في أن يصحو العرب من سباتهم العميق ويثبتوا للعالم قدرتهم على تطوير الحاضر والمشاركة في صنع المستقبل، أم أنهم قد دخلوا مثل أصحاب الكهف في غيبوبة ويحتاجون إلى نحو 300 عام أو يزيد ليفيقوا منها؟



منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 والعربي المسلم موصوم بالإرهاب والتطرف، لذلك تم تسخير آلة الحرب الأميركية بكل قدراتها وإمكانياتها لقهر عدوانيته وشراسته وتطرفه، وبالطبع لم يستطع المسؤولون العرب والمسلمون أن يوضحوا لإمبراطور الدولة الأميركية خطأ هذا الحكم المطلق وتداعياته.



وبعد أن قام المارد العسكري الأميركي بالهجوم على أفغانستان والقضاء على حكم طالبان ودمر معسكرات ابن لادن ودفعه إلى التشرد في جبال أفغانستان وبين قبائلها، حمدنا الله عرباً ومسلمين على التخلص من شر تنظيم القاعدة وفتنتها الكبرى. ولكن عندما ألقي القبض على مئات من العرب والمسلمين وجرى أسرهم ونقلهم إلى معتقل جوانتانامو من دون محاكمة أو توجيه أي تهم إليهم أو حتى تحديد مدى تبعيتهم لتنظيم القاعدة أو طالبان، لم تتحرك الدول العربية والإسلامية لتسأل واشنطن عنهم، وتناست المبدأ القانوني العالمي أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وفي الوقت الذي طالبت فيه جميع منظمات حقوق الإنسان من الجنسيات الأخرى بالوقوف على أوضاع المعتقلين في جوانتانامو، وقفت المنظمات العربية والإسلامية على الحياد، ثم تحركت على استحياء بعد مرور أكثر من عامين على الموضوع وظهور حالات تعذيب وقهر ومعاملات غير إنسانية تعرض لها المعتقلون في جوانتانامو، بل ظهر أن بعضهم بريء بعد أن أفرجت الإدارة الأميركية بعد أكثر من عامين عن عدد محدود من الأجانب والعرب من دون توجيه أي تهمة لهم، والسبب معروف هو خوف الجميع عرباً ومسلمين، سواء الحكومات أو المنظمات، من العقاب الأميركي، بل إن أحداً لم يحاول الدفاع عن تهمة الإرهاب التي ألصقت بكل العرب والمسلمين، وتقبل الجميع بصدر رحب الإجراءات التعسفية الأميركية ضد رعايا الدول العربية الذين تجاسروا وقرروا زيارة الفردوس الأميركي.



لقد وصل عدد المعتقلين في جوانتانامو إلى نحو 650 شخصاً معظمهم من العرب، ولا تقل نسبة المظلومين منهم، أو على الأقل من لم يكن لهم يد في تنظيم القاعدة، عن 15%، يحتاجون لمن يدافع عن حقوقهم القانونية ويقدم الوثائق والمستندات التي تبرئهم، أو يقف معهم لحين تقديمهم إلى محاكمة عادلة، ولكن هيهات فلا دولهم تعلم عنهم شيئاً ولا تحاول ذلك، بل ربما حاولت نسيان الموضوع برمته، وبالطبع فإن أسرهم طرقت كل الأبواب بما فيها باب الأمم المتحدة التي أصبحت ألعوبة في يد الإمبراطور بوش الصغير.



لقد حاولت بعض الفضائيات العربية، ذراً للرماد في العيون، إلقاء الضوء على ما يحدث داخل معتقل جوانتانامو من انتهاكات لحقوق الأسرى والمعتقلين، ولكن المسؤولين العرب كانوا مشغولين بما هو أهم، وهو الدفاع عن أنفسهم ودرء تهمة أنهم وراء الأسباب التي أدت إلى انتشار التطرف والعنف بين الشباب، فهم لم يعملوا بصورة كافية لإصلاح النظام السياسي، ولم يحققوا التطور الاقتصادي المنشود والتنمية الشاملة المرجوة لتوفير فرص العمل ومنح الأمل للشباب ليساهم في صنع حاضره وبناء مستقبله، ولم يواجهوا الفساد والمحسوبية بصورة فعالة وكافية لتحقيق الفرص المتكافئة لجميع المواطنين، ولم يعالجوا الخلل في التعليم والثقافة، والفهم الصحيح للدين الإسلامي، واحترام حقوق الأقليات.



فإذا انتقلنا إلى الوضع الفلسطيني لن نجد اختلافاً كبيراً، فعملية السلام توقفت منذ تولي نتنياهو رئاسة الوزارة في "إسرائيل" عام 1996، ثم تراجعت في عهد باراك الذي حاول قبل أيام من انتهاء رئاسته للوزارة عام 2000 أن يطرح حلاً واقعياً لعملية السلام مع الفلسطينيين أفسدته السلطة الفلسطينية نتيجة جهلها بطبيعة التغيرات في البيئة الدولية والإقليمية من جانب، وزيارة شارون المدبرة للمسجد الأقصى من جانب آخر، واندلعت الانتفاضة الفلسطينية واستمرت حتى الآن، والعرب يراوحون مكانهم.



ثم انتهت عملية السلام وعدنا للمربع رقم واحد في عصر شارون وجرى اختزال عملية السلام في خريطة الطريق التي تشبه متاهات الأساطير القديمة، وواجه الفلسطينيون خسائر بشرية هائلة بحيث وصل عدد القتلى نحو ثلاثة آلاف والجرحى ما يزيد على أربعين ألفاً، كل هذا والعرب متفرجون أكثر منهم فاعلين.



توالت الأنباء وكلها من صنع "إسرائيل"... "إسرائيل" تذبح الفلسطينيين في جنين ونابلس ورام الله، "إسرائيل" تعيد احتلال أراضي المنطقتين "أ" و"ب"، "إسرائيل" تعيد الانتشار، "إسرائيل" تخلي المستوطنات، "إسرائيل" تبني الجدار، "إسرائيل" ترفض المقترحات الأميركية، "إسرائيل" تعدل المقترحات الأميركية، "إسرائيل" تقبل المقترحات، "إسرائيل" تفرط في استخدام القوة العسكرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، "إسرائيل" تدمر مساكن الفلسطينيين، أميركا توافق على مشروع "إسرائيل" بالفصل الأحادي. إذن أين الزعماء العرب؟ ماذا فعلوا؟ ماذا ينتظرون؟ البعض تقدم بمبادرات فردية للحد من المعاناة التي يتعرض لها الفلسطينيون انطلاقاً من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والعربية حتى لا يفقد هؤلاء الأمل، ولكن معظم الدول العربية اجتمعت في قمم تليها قمم، وأصدرت التصريحات من مساندة وتأييد وشجب وإدانة، واكتفت بذلك، ربما لشعورها بأنها لا تستطيع أكثر من هذا!!!

وننتقل إلى العراق، المأسوف له والمأسوف عليه، المأسوف له لأنه ظل تحت حكم الطاغية صدام حسين ما يزيد على 34 عاماً، منها ثمانية أعوام في حالة حرب فقد خلالها العراق ما يزيد على مليون قتيل من خيرة شبابه في حرب حاول صدام من خلالها فرض إرادته على إيران، ثم غزو لدولة عربية تكبد العراقيون بعده أهوال 12 عاماً من الحصار الدولي الذي حوله إلى دولة من عصور الظلام.



أما العراق المأسوف عليه فقد أصبح رهين المحبسين، من الداخل صراع تصفية الحسابات وفوضى الأمن وافتقاد الاستقرار، ومن الخارج جاء الاحتلال العسكري الذي لا يحترم تقاليد ولا يحرص على خصوصية ولا يصون أمناً، والعرب لا زالوا في غياهب الكهف لا يدرون ما يجري.



في البدء ضلل المحافظون المتطرفون بقيادة ريتشارد بيرل وبول وولفوفيتز وديك تشيني ودونالد رامسفيلد، الرئيس بوش الصغير الذي ضلل بدوره أميركا، التي ضللت بدورها العالم. أما العرب فلم يكونوا بحاجة إلى تضليل لأنه ليس لهم حول ولا قوة، يقبلون كل ما تقرره واشنطن دون جدال أو مناقشة، لأنها تعرف أكثر وتستطيع أن تقول وتفعل، بينما العرب مسالمون ومستسلمون ويقولون ما لا يفعلون.



هددت واشنطن بغزو العراق، ونفذت تهديدها وشنت حربها، وقامت باحتلال العراق، ولم تعلن عن موعد للرحيل، واستباحت سيادة العراق ومؤسساته وثرواته وشعبه، وظهرت فضائح تعذيب القوات الأميركية للأسرى والمعتقلين والمساجين العراقيين في سجن أبوغريب، كل هذا والعرب يلفهم الصمت ولا يستطيعون فعل شيء لشعب عربي استبيحت أعراضه وفقد حاضره وربما يضيع مستقبله وسط نذر التقسيم، وبينما العالم كله يحاسب أميركا على دوافع الحرب ومدى شرعيتها، وعلى ضرورة وضع نهاية للاحتلال، خرست الألسن العربية حتى في التعبير عن الرفض أو الاستنكار، بل إن أضعف الإيمان وهو مساعدة الشعب العراقي في مأساته لم يتحقق بالمستوى المتوقع، لقد وصلت الخسائر في العراقيين إلى أكثر من 15 ألف قتيل، ونحو خمسة وعشرين ألفاً من الجرحى، ولم يتحرك العرب.



بعد كل ذلك من المؤكد أن العرب كانوا مشغولين بالإصلاح السياسي إلا أنه توارى وراء معركة مشروعات الخارج والداخل، أو ربما كانوا منشغلين بإصلاح منظمتهم الإقليمية التي فقدت أهميتها منذ أكثر من ثلاثة عقود، ولكن إصلاح الجامعة العربية في علم الغيب في ظل غفلة أمينها العام الذي يهتم بأناقته الباريسية وصورته الإعلامية الجوفاء فقط، ولذلك ليس لديه وقت لأي شيء آخر، أو ربما كان العرب مهمومين بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولكن الحال يدل على عكس ذلك.



إذن أين العرب؟ إنهم ناموا... ناموا، ولا يريدون أن يزعجهم أحد، فسباتهم مثل الموت، ولا تبعث الحياة في الأموات.
__________________

dalia
21-04-2008, 09:16 AM
مشكور اخى على النقل

ولى كلة واحدة وهى

اتفقوا العرب على الا يتفقوا