المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الطفلة { بلقيس }


! أستــmodehlhــاهلك !
16-06-2007, 04:51 AM
من وحي قصة بلقيس: أهمية وصاية الأم على أبنائها
هناك قصص كثيرة عن تعذيب الأطفال وأحيانا قتلهم بوحشية بعد طلاق الوالدين وأغلب هذه القصص تحصل لفتيات صغيرات يعشن مع والدهن وزوجته الجديدة. فقد سمعنا عن "سلطانة" التي تم سلقها على النار وكأنها دجاجة و"رزان" التي قتلت بوحشية، وقصة فتاة أخرى ظهرت صورها في الإعلام بعد أن ضربتها زوجة أبيها بعنف شديد لدرجة أن جسمها أصبح مثل الخريطة التي تكشف للعالم -من خلال آثار الضرب والحروق- الآلام النفسية الفظيعة والأوجاع الجسدية المدمرة، وذلك الطفل ذو العامين الذي فجع به الأطباء في مستشفى الملك خالد والذي لم يشفع له صغر سنه بمنع تعدي ذويه عليه بالضرب والحرق والسلخ! وكثيرون غيرهم قد عرفناهم وربما لن نعرفهم ولكن يبقى عذابهم حقيقيا وقد يستمر لهم ولغيرهم إن لم نقم بعمل حاسم على المستوى القضائي والاجتماعي.
والآن ظهرت قصة مؤلمة جديدة لفتاة بريئة عمرها سبع سنوات اسمها "بلقيس" قدمها لنا الأستاذ غنام المريخي عبر برنامجه الناجح "دوائر" الذي يعرض على الإخبارية. هذه الطفلة بدأت رحلة عذاب وضياع بعد طلاق والديها وزواج كل شخص منهما فبقيت عبئا ثقيلا على الطرفين. عاشت بلقيس مع والدها وزوجته التي سامتها سوء العذاب وأذاقتها أمر المرارات في الدنيا، ومارست عليها فنون التعذيب من ضرب مبرح وتجويع وحرق وتعريض للخطر وإهانة دائمة أمام إخوتها من أبيها. ويبدو أن الأب من النوع المشغول جدا بل وغير المبالي، فلم تجد الفتاة قلبا يحنو عليها فبدأت تشتكي للجارات من تعذيب زوجة والدها لها ووصل الحال أن عرضت قضيتها على القاضي ورغم علمه بمعاناتها بل ورغم توسل الفتاة له ألا يعيدها إلى زوجة والدها إلا أنه أعادها فقامت الزوجة بضربها وتعذيبها حتى أتى ذلك اليوم الذي هشمت فيه جمجمتها فدخلت في غيبوبة كاملة إثر تعرضها للضرب الذي تسبب في إصابة مباشرة للدماغ وأدى إلى ضموره.
والواقع الذي يجب أن نراعيه في الاعتبار هو أنه بعد تحطم الأسرة وطلاق الوالدين يبدأ الصراع بين الزوجين من يأخذ الأبناء. والذي يحصل أن الأم تريد أطفالها بحكم قربها منهم والتصاقها بهم جسديا (الحمل والولادة والرضاعة) ومعنويا (الحب والعطف والرعاية، وهذه يشترك فيها الأب كذلك) وتكبدها شوطا طويلا من الألم لكي تأتي بهم لهذه الدنيا؛ بينما يريد الأب الأطفال إما لأنهم يحملون اسمه فيجد أنه الأولى بهم أو لكي يحرق قلب أمهم وهذا للأسف حاصل وبكثرة هذه الأيام. ولكن من المتعارف عليه أن الأم -ما لم تتزوج- فهي التي تأخذ حق الولاية على الأبناء (أولادا وبنات) حتى سن السابعة ثم تؤخذ منها بنتها بالعنوة وتسلم لوالدها ويخير الابن إن كان لايزال يريد أن يعيش مع أمه أو ينتقل إلى والده. ورغم أن هذه الحكم الشرعي كان متعارفا عليه في السابق ومازال إلا أنه كان مُبررا في فترة زمنية سابقة حينما كان الناس يعيشون في بلد بلا دولة ولا حماية وفي بيوت شعر حيث لا أقفال تمنع المعتدي ولا أبواب في وجه الفسقة فتكون الأم عرضة للاعتداء فيقال إنها غير قادرة على حماية نفسها فكيف تحمي بناتها؟ ورغم أن هذا التفسير فيه تناس كامل لعائلة الأم من الرجال ممن تعيش بينهم وفي حمايتهم إلا أن الزمن القديم يعتبر قاسيا على الناس خصوصا المرأة التي لم تعرف التعليم وبالتالي لم تكن قادرة على إيجاد وظيفة وكسب رزقها بنفسها، فكل نفس كانت عبئاً على الأسرة، فكيف مثلا لو رجعت الأم ومعها أطفال كثر يحتاجون نفقة ورعاية واهتماماً بينما الأسرة فقيرة ولا تستطع أن تتكفل بأمورها الأساسية؟
أما اليوم فإن الوضع تغير تماما فأصبحت المرأة متعلمة وموظفة وتكسب من المال ما يساوي وربما يزيد كثيرا عن الرجل، إضافة إلى أن النظام الاجتماعي والحياة العامة قد تغيرت بشكل أعطى للمرأة نوعا من القوة المادية والمعنوية فأصبحت قادرة على فتح بيت ورعايته خصوصا إن كان لديها عائلة ترعاها وتهتم بأمرها. يضاف إلى ذلك أن المرأة عندنا تعيش في ظل نظام دولة، وتعيش في بيت أو شقة مقفلة ليس من السهولة اقتحامها، وهناك شرطة وأمن تستطيع الاستنجاد بهم عند الحاجة. إذن الوضع الأمني والاجتماعي والمادي والثقافي للمرأة اليوم يختلف عن الحال قبل خمسين أو مئة عام سابقة. ولكن رغم هذا التغيير الإيجابي الحاصل مازلنا نعامل المرأة وفق منظومة ثقافية انتهت؛ فتُحرم من أطفالها ويعطون إلى نساء أخريات غريبات عليهم وغريمات لأمهم بحجة أنهم سيكونون في كنف أبيهم؛ ثم نتوقع أننا نفعل الصواب بهذا ونستغرب كيف نسمع عن قتل وتعذيب لأطفال يعيشون مع أبيهم؟!
والسبب أن معظم هذه القصص المؤلمة تحصل لفتيات هو لأن الفتاة تؤخذ قسرا من أمها حينما تبلغ سن السابعة بغض النظر إن تزوجت أمها أم لم تتزوج، ويقوم القاضي بحرمان البنت من أمها حتى وإن كانت تعيش بأمان وسعادة وراحة مع والدتها وإعطائها لوالدها الذي قد يأخذها ليس حبا في البنت وإنما حياء من المجتمع الذي ينتظر منه هذا "الواجب" وكرها في أمها فيطالب بالبنت حتى يقهر قلب الأم ويحرمها من بنتها التي ربتها طوال سنوات عمرها القليلة. ومع هذا فلا نفكر بمصلحة الفتاة ونقوم في الغالب بتسليم الفتاة لوالدها، وهذا ما حصل مع بلقيس التي رغم توسلاتها للقاضي لم يسمع لها ولم يلن قلبه لهذه الدموع الصادقة فقام بإرسالها لحتفها!
ويحق لنا التساؤل: لماذا لم نفكر بمن هو الأجدر بالاعتناء بالأبناء؟ أليس الإسلام الحنيف ديناً يماشي كل زمان ومكان؟ إذن لماذا لا نعطي التغيير حقه ونسايره ونراعي أن الحياة في الماضي ليست هي الآن وما كان حقيقة في زمن انتهى لم يعد كذلك في الوقت الحالي. ومن نافلة القول الإشارة إلى أن المرأة الآن قادرة على رعاية أسرة كاملة وهذا حاصل ليس فقط للمطلقات بل كذلك للمتزوجات اللاتي يعشن مع زوج عاطل عن العمل أو معاق جسديا أو نفسيا ولم يعد قادرا على العمل.
إنه من الأجدر والأسلم للأبناء أن تعطى الأم حق الولاية وهم صغار كونهم بهذا العمر الحرج يحتاجونها أكثر من والدهم؛ وأتمنى أن يقوم القاضي الناظر في قضايا الولاية بمراجعة ظروف حياة الأم والأب قبل إصدار قرار الحكم؛ وليكن هذا على عمر السابعة كما هو متعارف عليه الآن ثم دراسة من هو الأجدر لكي يعتني بالأبناء؛ فإن كان أحد الطرفين متزوجا استبعد على الفور وإن كان كلاهما لا يزالان غير مرتبطين فليبدأ القاضي بدراسة الظروف المادية والعاطفية لكل طرف واختيار الطرف الذي يصلح للأبناء مع مراعاة عدم تفريق الأولاد والفتيات عن بعضهم بل الحرص على جعلهم دائما مع طرف واحد.
والجدير ذكره أن المرأة في مجتمعنا أكثر من الرجل التصاقا بالمنزل، وبالتالي أكثر تعاملا مع أفراد المنزل على عكس الرجل الذي تشكلت حياته في أغلبها في الخارج من عمل وخروج مع الأصدقاء وخلافه، لذلك فمجتمعنا على خلاف غيره يهيئ المرأة بشكل أكبر على أن تكون أقرب بكثير لأبنائها وبالتالي الراعي الأول والوحيد لهم بينما الأب اعتاد ثقافيا على رمي أعباء المنزل وتربية الأطفال عليها، لأن الثقافة تبعده عن أبنائه فتجعله أحيانا مثل الغريب عليهم تدور حياته حول العمل والنوم والأكل وشراء حوائج منزلية قد لا تتعدى في مجملها الخبز والجبن والدجاج والخضراوات!
وهذه الحقيقة الثقافية منسية تماما حين التعاطي مع قضايا الوصاية على الأبناء فيعامل الأب وكأنه هو من سيقوم بالفعل بالعناية بأبنائه في حالة لو أخذهم من والدتهم، والواقع الحياتي لكثير من الرجال يثبت أن ذلك التوقع غير صحيح أبدا. فإن كان الأب متزوجا فزوجته سوف تكون الراعي الحقيقي للأبناء وإن كان غير متزوج فأمه إن كانت على قيد الحياة أو أخواته إن كن غير متزوجات أو متفرغات سيكن الراعيات للأبناء. أما في حالة الأم فالوضع مختلف تماما لأنها حينما تأخذ الأبناء فهي التي سوف ترعاهم بشكل مباشر، وهذه حقيقة يجب أن تراعيها المحاكم حينما تفصل في أي قضية وصاية، فالأجدر يجب أن يكون الراعي الحقيقي الذي تتوفر فيه كل الظروف المادية والمعنوية المناسبة وليس الراعي بالاسم! وخطر تجاهل هذا الواقع هو تعريض الأبناء للضياع النفسي والتعذيب الجسدي والقتل، لأننا نضعهم في أيدي أناس غرباء عنهم مثل زوجة الأب وننتظر منها أن تحب أبناء ضرّتها؟!
إن ما حصل لبلقيس هو مأساة على جميع الأصعدة يكشف لنا بوضوح الفشل الذريع من أنظمة المجتمع وأعرافه في التعاطي الواقعي مع مثل هذه المشكلات التي للأسف بدأت تكثر مؤخرا والمجتمع يتجاهلها باعتبارها قضايا خاصة بالأسرة ولا يحق له التدخل فيها.

ويجب أن نعرف واقعنا وما يحصل فيه من مشكلات لكي نبحث لها عن حلول عملية مجدية، فمثلا نسبة الطلاق في ارتفاع مما يتسبب في ضياع أجيال واندثار مواهب وقدرات كان يمكن أن تجد فرصة لو عاشت في بيئة عائلية صحية. وحتى لا نرى "بلقيسا" أخرى فإني أتمنى من القضاء وجميع أفراد المجتمع أن يراجعوا أنفسهم حول موضوع وصاية الأبناء ويعطوا المرأة مزيدا من الثقة والقوة، لأن في هذا قوة للأبناء والمجتمع. ولابد أن نضع بعين الاعتبار أن فشل الزواج وتحطم الأسرة قد حصل؛ ولكن هل يمكن أن نترك فشل البالغين يحطم حياة الصغار؟ لماذا نعاقب الأبناء على غلطة الوالدين؟ ولماذا نرى المرأة قاصرة دائما عن الاهتمام والرعاية بينما الرجل دائما على حق؟ هل يعقل أن نسمع بهذه القصص المفجعة ولا نراجع أنفسنا؟ أنا متأكدة أن الدين الإسلامي لم يحث على هذا ولم يضع ضوابط للوصاية حتى يعرض أنفسا بريئة للخطر؛ فلماذا نشوه صورة دين بعدم فهمنا له أو سوء تطبيقه؛ والأدهى من ذلك كله عدم درايتنا بواقعنا ومتغيراته أو تجاهل ذلك وكأنه شيء لم يتغير!
* كاتبة سعودية

my love""r777d
17-06-2007, 07:17 AM
الله يعطيك العافيه يالغالي
...

ولاتحرمنــــــا ابداعـــكــ ..

الذي تعودنــأ عليــــه..

تقبل تواجـــــدي ..

! أستــmodehlhــاهلك !
18-06-2007, 06:50 PM
الله يعطيك العافيه اخوي على ردك للموضوع والله لا يحرمنا من مشاركاتك الرائعه

فراشة الحب
19-06-2007, 05:23 PM
الله يعطيك العافية
والله قصص مؤ-ثرة جدا
مشكور مص{f} ــي حقوقه

! أستــmodehlhــاهلك !
19-06-2007, 10:13 PM
الله يعطيك العافيه اختي على ردك والله لا يحرمنا من مشاركاتك وجهودك الجباره

¨°o.O طالت دروبي O.o°¨
12-05-2008, 12:13 PM
الله يعطيك العافيه اخوي على القصة ...