المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهل يصـــــــــــــــــوم القلـــــــــــــــب ؟؟!!


ملكه الورود
13-08-2009, 11:06 AM
وهل يصـــــــــــــــــوم القلـــــــــــــــب ؟؟!!

بســـــــــــــــــم الله الرحمــــــــــــــن الرحـــــــــــــــــيم




وهل يصوم القلب ؟

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :

سألتة : ما الصيام عندك ؟

قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة .

قلت : هذا أهون الصيام عند السلف .

قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .

قلت : ونسيت القلب ؟

قال : وهل يصوم القلب ؟

قلت : يصوم أعظم صيام .

قال : اشرح لي ذلك .

قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية ,

وبكفة عما سوى الله بالكلية .

قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟

قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة .

قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟

قلت : قولة تعالى :

( يوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ( الشعراء : 88 , 89 )

فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب

سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي.

وقال النبي صلى الله علية وسلم :

( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد

وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب " ( متفق علية ) .

فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها

ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال

الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .

قال أبو تراب النخشبي :

ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .

وقال أحمد بن خضروية :

القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق ,

أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح ,

و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح .

" صـــــــــــــــــــــفة القلـــــــب الصائـــــــــــم "

والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها

طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .

قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكون

ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .

والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .

قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة

حينئذ تحدث الغفلة في القلب .

والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد

والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً

بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .

وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة *

والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب

ويهب لمن ظلمة حقة " .

والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع

ليس فية شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض .

قال النبي صلى الله علية وسلم :

" لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر " ( رواة مسلم ) .

والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجة الله , ولا يطلب إلا رضى الله ,

ولا يلتذ بغير محبة الله وذكرة وشكرة وحسن عبادتة .

قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر

واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب .

وقال ضيعم : إن حبة تعالى شغل قلوب محبية

عن التلذذ بمحبة غيرة فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبتة

ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجة محبوبهم .

فأين أصحاب هذة القلوب النقية ؟

و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟

ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟

" عــــــــــــــــــلاج القلـــــــــــــــــــــوب "

و إذا مرض القلب توجب علاجة ومداوتة حتى يعود إلى حال الصحة والقوة

وعلاج القلوب يكون بأمور منها :

1 ـ ترك الذنوب :
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم :

" إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة

فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبة , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبة

فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة

( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [المطففين : 14]

( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) .

وقال يحيى بن معاذ

سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام

عند سقمة لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب .

رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إمدانها .

وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها .

2 ـ رحمة الخلق :

فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله علية وسلم قسوة قلبة

فقال لة " امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين " ( رواة أحمد وحسنة الألباني )

وفي رواية قال : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟

ارحم اليتيم , وامسح رأسة و أطعمة من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك " ( رواة الطبراني )

3 ـ ذكر الله :

قال تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) ( الحج : 35 ) .


وقال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي ! قال : أدْنِه من الذكر .

4 ـ الدعاء :

فقد كان النبي صلى الله علية وسلم يقول : " اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك " ( رواة مسلم )

وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ( رواة الترمذي ) .

5 ـ علاجات متفرقة :

سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :

ما دواء قسوة القلب ؟ فأمرتة بعيادة المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت .

وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال :

أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام .

وسئل ابن المبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة .

وقال عبد الله بن خبيق :

خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات

ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .

وقال ابراهيم الخواص :

دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل

والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ** .

" أعيـــــــــــــــــاد الصائـــــــــــــــمين "

قال ابن رجب :

" من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن

وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا ,

فهذا عيد فطرة يوم لقاء ربة وفرحة برؤيتة . كما قيل :

أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب .

والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .*** .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


منقول للفائدة

my love""r777d
13-08-2009, 03:50 PM
يعطيك العافيه اختي
تقبلي طلتي

مستحيل انساهـ
14-08-2009, 01:59 PM
جزااك الله خير اختي

آحاسيس مرهفه
21-08-2009, 03:28 AM
http://abeermahmoud.jeeran.com/339-thanks.gif

دلوعه المنتدى
22-08-2009, 02:49 AM
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك