المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجارة التي لن تبور


ورده النيل
02-07-2009, 11:08 PM
http://www.ml7k.com//uploads/images/domain-7672afc2c7.gif


يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًاحَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُوَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} الآية 245 سورة البقرة .

عن عبد الله بن مسعود رضيالله تعالى عنه قال: لما نزلت {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} قال أبو الدحداح : يا رسول الله أو أن الله يريد منا القرض؟ قال: نعم يا أباالدحداح، قال أرني يدك، قال: فناوله، قال: فأني أقرضت الله حائطا فيه ستمائة نخلة.

وفي رواية لزيد بن أسلم قال أبو الدحداح فداك أبي وأمي يا رسول الله: أنالله يستقرضنا وهو غني عن القرض؟ قال نعم يريد إن يدخلكم الجنة به قال: فأني أنأقرضت ربي قرضا يضمن لي به ولصبيتي معي الجنة؟ قال: نعم، قال ناولني يدك، فناولهرسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال: أن لي حديقتين أحدهما بالسافلة والأخرىبالعالية والله لا أملك غيرهما قد جعلتهما قرضا لله تعالى.

قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم أجعل إحداهما لله والاخرى معيشة لك ولعيالك. قال: فأشهدك يارسول الله أني قد جعلت خيرهما لله تعالى وهو حائط: أي بستان: فيه ستمائة نخلة. قالك إذاً أيجزيك الله به الجنة زف أنطلق ابو الدحدوح حتى جاء أم الدحداح وهي معصبيانها في الحديقة تدور تحت النخل فناداها قائلا: خذي أولادك وأخرجي من البستانفقد اقرضته ربي فأنشأ يقول: هداك ربو السبيل الرشاد إلى سبيل الخير والسداد بيتي منالحائط بالوداد فقد مضى قرضا إلى التناد أقرضته الله على أعتماد بالطوع لا من ولاأرتداد إلا رجاء الضعف في المعاد فأرتحلي بالنفس والاولاد والبر لا شك فخير زادقدمه المرئ على المعاد فقالت له ربح بيعك بارك الله لك فيما أشتريت.

ثمأجابته وأنشأت تقول بشرك الله بخير وفرح مثلك أدى ما لديه ونصح قد متع الله عياليومنح بالعجزة السوداء والزهور والبلح والعبد يسعى وله ما قد كدح طول الليالي وعليهما اجترح ثم اقبلت ام الحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في اكمامهمحتى افضت إلى الحائط الاخر...

فقال صلى الله عليه وسلم: كم من عزق رداحوداد فياح لأبي الدحداح، إن المال لا يذهب بالانفاق، أنما هو قرض حسن لله مضمون عنهيضاعفه أضعافاً كثيرة يضاعفه في الدنيا مالاً وبركه وسعادة وراحة، ويضاعفة فيالاخرة نعيما ومتاعا ورضاً وقربى من الله ذلك لأن مرد الغني والفقير إلى الله لاإلى الحرص والبخل ولا الى البذل والانفاق وأذن فلا فزع من الموت ولا خوف من الفقرولا مفر من الرجوع إلى الله وهو الذي يرث الارض ومن عليها واليه المرجع والمآب.

ولما نزلت هذه الآية أنقسم الناس إزاءها ثلاثة أقسام فريق وهم اليهودقالوا: إن رب محمد محتاج فقير إلينا ونحن أغنياء فسمع بعضهم أبو بكر فلطمه على وجهفشكاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى قوله: {لَّقَدْ سَمِعَاللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءسَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ}. وسلى المؤمنين بقوله سبحانه: {لَتُبْلَوُنَّ فِيأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَمِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْوَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

والفرقة الثانية هيالتي أثرت الشح والبخل وقدمت الرغبة في المال فما أنفقت في سبيل الله ولا فكت أسيرولا أعانت أحدا تكاسلا عن الطاعة وركونا إلى هذه الدار.

وأما الفرقةالثالثة فحين سمعت الدعوة إلى الأنفاق بادر المجنون منهم بالمسارعة لبذل المال كأبيالدحداح وغيره وهؤلاء كثير لأنهم علموا أن ما عندهم ينفد وما عند الله باق وتأكدوابأن من في الدنيا ضيف وما في يده عارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة وعلى رأسهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه الذي أنفق كل ماله ثلاث مرات وكان رسول الله صلى الله عليهوسلم يسأله في كل مرة ما ذا أبقيت لأهلك يا أبا بكر فكان جوابه: أبقيت لهم اللهورسوله .

ومن هنا قال فيه صلى الله عليه وسلم: وما نفعني مال أحد قدر مانفعني مال أبو بكر وما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها إلا أبو بكر فأن له عندنايد تسأل الله تعالى أن يكافأه عليها وحين ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أولمن يأخذ كتابه بيمينه يوم القيامة عمر بن الخطاب تعجب الصحابة وقالوا وأين أبو بكريا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: إن أبا بكر ليس له كتاب وأنه سيدخل الجنةبغير حساب لأنه أعطى الله تعالى بلا حساب .

وهذا هو عمر في يوم الحسرة يقدمنصف ماله لتجهيز جيش العسرة ويتابعهما عبد الرحمن بن عوف وكان من التجار الميمونينالقنوعين الذين يرى الله لهم في تجارتهم وكان كثير الصدقات وقد تصدق بماله كله أكثرمن مرة وكان يكتب قائمة بتوزيع ما عنده من ثياب ومتاع على أخوانه المحتاجين قبل أنينام ثم ينفذ ذلك إذا أصبح عليه الصباح ثم ينزل الى السوق وليس لديه الا الثوب الذيعليه.

ولقد كان عثمان بن عفان رضي الله عنه من هؤلاء النفر الذين باعواالدنيا وأشتروا الاخرة وقد كان من الأسخياء والأغنياء وقد بلغت نفقاته في يومالعسرة أن قام بتجهيز ثلث الجيش وحده وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرة ذهبحتى قال صلى الله عليه وسلم عنه وهو يقلب فيها ما ضر أبن عفان ما صنع بعد اليوماللهم أرض عن عثمان فأني عنه راض.

وقد حدث في خلافة أبو بكر الصديق رضيالله تعالى عنه أن أصاب الناس قحط فلما أشتد بهم الامر ذهبوا إلى الخليفة وقالوا ياخليفة رسول الله أن السماء لم تمطر والأرض لم تنبت وقد توقع الناس الهلاك فماذانصنع ؟ فقال لهم اصبروا فانى أرجوا الامور حتى يفرج الله عنكم فلما كان آخر النهاروردت الأنباء بأن بعيراً لعثمان أبن عفان قد قدمت من الشام وتصبح بالمدينة فلماجاءت خرج الناس يتلقونها فإذا هي ألف بعير محملة بُرًّ وزيتا وزبيبا فأناخت ببابعثمان فلما جعل أحمالها في داره جاءه التجار.

فقال لهم ماذا تريدون؟ فقالواأنك لتعلم ما نريد بعنا من هذا الذي وصل أليك فأنك تعلم حاجة الناس إليه فقال عثمانكم تربحونني على شرائي؟ قالوا: الدرهم درهمين. قال أعطيت زيادة على هذا، قالواأربعة قال أعطيت اكثر قالوا نربحك حمسة قال أعطيت أكثر فقالوا: ما في المدينة منتجار غيرنا ما سبقنا أحد أليك فمن الذي أعطاك أكثر مما أعطينا؟ قال أن الله اعطانيبكل درهم عشرة فهل عندكم زيادة؟ قالوا لا.

قال: فإني اشهد الله أني جعلت ماحملت هذه البعير صدقة لله تعالى على المساكين والفقراء ثم أخذ يوزع بضاعته فما بقىمن فقراء المسلمين أحد إلا أخذ ما يكفيه واهله، ذلك لأنه وأمثاله آمنوا بقول اللهتعالى مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلةمائة حبه والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم والله هادي سواءالسبيل.

اسمراني خجول
03-07-2009, 12:27 AM
ربي يعطيك العافيه

تقبلي طلتي

اسمر

ورده النيل
03-07-2009, 12:46 AM
الف شكر اخي اسمراني علي مرورك

my love""r777d
03-07-2009, 11:21 AM
بارك الله فييك اختي
ولاحرمك الاجر
دمتي بحفظ الرحمن

ورده النيل
03-07-2009, 04:20 PM
الف شكر اخي ميموووو علي مرورك

مستحيل انساهـ
04-07-2009, 11:28 AM
يعطيك ربي العافيه
لك مودتي

ورده النيل
04-07-2009, 10:58 PM
الف شكر اخي مستحيل انساه علي مرورك